حلويات

اصل الكليجا وأصل اسمها وقصة الكليجا القصيمية

كل شيء تحتاج تعرفه عن الكليجا القصيمية

إذا كنت تعرف حلوى الكليجا اللذيذة فلابد أنك قد تسائلت يوماً ما هو اصل الكليجا وما هو اصل اسمها وما قصتها؟ وإذا كنت لم تسمع عن هذه الحلوى اللذيذة بعد فهذه ستكون فرصة لتتعرف عليها أكثر

نبذة عن الكليجا

برغم تراجع الكثير من الأكلات الشعبية القديمة إلا أن مذاق الكليجا المميز استطاع الاستمرار والاستحواذ على قلوب الكثيرين محلياً وعالمياً. وهذا ما جعل الكليجا تصنف كواحدة من أهم الأكلات الشعبية التراثية التي تشتهر بها المملكة.

ويتناول الناس الكليجا في الشتاء لأنها تمد الجسم بالطاقة والحرارة وتعطي شعور بالدفئ بتناولها مع كوب الشاي ويكثر الطلب عليها في مواسم العطل المختلفة.

ما هي الكليجا؟

الكليجا هي نوع من الحلوى السعودية الشعبية التقليدية وتتكون من طحين البر (دقيق البر) مع السمر أو الزبدة وتكون محشوة بالعسل والسكر ودبس التمر والليمون الأسود والهيل والزنجبيل والدارسين (القرفة). وتتميز بنقوشها المميزة على شكل مربعات ولونها الذهبي وتكون منتفخة ويابسة من الخارج ومقرمشة.

وتتميز الكليجا بمقاومتها للظروف الجوية المختلفة كالحرارة والبرودة وتمتد صلاحيتها عدة أشهر دون أن تتعفن. وتمتاز بعدم احتياجها إلى طريقة تخزين محددة. وكل هذه الصفات جعلتها طعاماً مثالياً للمسافرين ولمن يرغب في الحصول عليها وتخزينها لتناولها على فترات متباعدة دون الخوف من فسادها.

ولكن ما هو اصل الكليجا ؟ وما سبب تسميتها بهذا الاسم؟ فيما يلي سنوضح كافة الآراء بشأن اصل الكليجا.

اصل الكليجا وأصل تسميتها بهذا الاسم

الرأي الأول: اصل الكليجا كلمة فارسية أو أردية تعني الكعك

ووردت كلمة كليجا أو كليجة في معجم الكلمات المعربة من الفارسية على أنها تعني قرص أو خبز صغير معجون بالزبد، وأنه يتم صناعته من الطحين (الدقيق) والسمن ويتم حشوه بالجوز والتمر.

وذكرها المستشرق لرينهارت دوزي في “تكملة المعاجم العربية” 

وجاء في كلام القزويني عند حديثه عن بلدة نضير أباد التي هي إحدى قرى قزوين، حيث قال: “فلما كان وقت النيروز وعاداتهم أن الأكرة يحملون إلى الدهخدا هدايا، من جملتها سلال فيها أقراص مدهونة وكليجات وجرادق”

  • قزوين تقع في بلاد فارس
  • كليجات: جمع كليجة
  • النيروز: يعني العيد

الرأي الثاني: أن اصل الكليجا كلمة عربية محرفة

يقول هذا الرأي بأن كلمة كليجا عربية الأصل ولكنها محرفة من كلمة (كيالجة) والتي تعني المكيال

الرأي الثالث: اصل الكليجا كلمة تركية

أما هذا الرأي فيرى بأن اصل الكليجا كلمة تركية وتم تحريفها من كلمة (كليشة) و الكليشة هي الأداة الخشبية التي تستخدم لنقش الكليجا لإعطائها شكلها المميز

والكليجا تعتبر معروفة عند أكراد تركيا ويسمونها (كليجاه) ويحشونها بالجوز.

و قد ذكر ابن بطوطة الكليجا في رحلته في كتاب: “تحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار”، فعندما زار أمير خوارزم قطلو دمور، قال بأن المائدة كانت تحتوي على هذه المكونات: “الطعام من الدجاج المشوي والكراكي وأفراخ الحمام، وخبز معجون بالسمن يسمونه الكليجا، والكعك والحلوى”.

وتعتبر خوارزم من ضمن بلاد الترك، وفي يومنا هذا فإن خوارزم مقسومة بين دولتي أوزبكستان وتركمانستان. 

الرأي الرابع: أنها تحريف لعبارة (كلي جا) التي أصبحت فيما بعد (كليجا)

ويستند هذا الرأي على قصة طريفة غير معروف مدى صحتها، والقصة تقول بأن أحد المزارعين كان يشتهر بالبخل ولا يسمح لأبنائه إلا بتناول وجبة واحدة في اليوم، وكانت زوجته تصنع لابنتها طعام مكون من طحين البر (دقيق البر) لتتناوله بعد خروج زوجها إلى الحقل، وعندما يقترب موعد رجوعه من الحقل كانت الأم تنادي على ابنتها وهي تقول: “كلي جا ابوك .. كلي جا أبوك..” ومع مرور الأيام تم اختصار الكلمة إلى “كليجا”

الكليجا القصيمية

تعتبر الكليجا أحد أنواع الحلوى الشعبية القديمة التي تنتشر في منطقة القصيم ومنطقة حائل. وهناك اختلافات حول بداية نشأتها سواء القصيم أو حائل.

وتوصف بأنها عبارة عن أقراص يابسة مصنوعة من طحين البر (الدقيق الاسمر) والسكر والماء والملح مع إضافة الزيت أو السمن أو الزبدة، كما كان يتم إضافة الودكة قديماً (الودكو هو الشحم الحيوانات المذاب). وحديثاً أصبح يضاف الكركم ضمن المكونات في بعض الأحيان مع زيت الزيتون. وتتكون الحشوة من بعض التوابل مثل الهيل والزنجبيل والدارسين (القرفة) والليمون الأسود ودبس التمر والسكر.

وتعتبر الكليجا أحد الأكلات الشعبية التراثية القديمة التي تشتهر بها منطقة القصيم والتي يقوم أهل القصيم بتقديمها لضيوفهم كرمز للكرم. وتميزت نساء القصيم ببراعتهن في إعداد الكليجا بأبهى صورها. ومن الأشياء المعروفة بالقصيم أن الكليجا من الحلوى التي يقدمها أهل العروس كهدية لأهل العريس صبيحة ليلة الزفاف.

لمعرفة طريقة عمل الكليجا القصيمية الأصلية اضغط هنا

ما هي قصة الكليجا القصيمية؟ وكيف انتقلت الكليجا إلى القصيم؟

قصة الكليجا القصيمية كاملة

يشتهر عن أهل القصيم بأنهم كانوا ولا يزالون يتنقلون ويرتحلون باستمرار بحثاً عن الرزق، وكانت قوافل العقيلات المتجهة إلى الشام ومصر وفلسطين تنطلق من القصيم. وبسبب المسافات الطويلة التي يقطعونها كانوا بحاجة إلى طعام لسد جوعهم لا يتطلب طهي أو تحضير. فكانت الكليجا أو ما تسمى (الكليجاء) أفضل طعام في هذه الظروف نظراً لقدرتها على الصمود أمام العوامل الجوية المختلفة من برد وحر، بالإضافة إلى قدرتها على البقاء لمدة طويلة بدون الحاجة إلى طريقة حفظ معينة.

ويذكر كبار السن ممن كانوا ضمن رحلات العقيلات التي كانت تنطلق من القصيم إلى الشام وفلسطين ومصر أن أمير القافلة كان يجمع الرجال قبل موعد انطلاق القافلة لإعطاء كل واحد منهم عدد من أقراص الكليجا لكي يتناولونها خلال رحلتهم وتكون زاداً لهم خلال رحلتهم الطويلة التي تمتد إلى عدة أشهر.

وربما تكون حلوى الكليجا انتقلت إلى القصيم عبر رحلات قوافل العقيلات التي كانت تنطلق إلى الشام وفلسطين ومصر. وبرغم وجود العديد من الأقوال بأن اصل الكليجا ليس عربياً في الأساس إلا أن الطريقة التي تقدم بها الكليجا القصيمية كما نعرفها اليوم تدل على أن أهل القصيم قاموا بتطوير الكليجا القديمة لتتناسب مع أسفارهم ورحلاتهم وتصبح بهيئتها التي نعرفها في يومنا هذا.

الكليجا العراقية

تختلف الكليجا العراقية تماماً عن الكليجة المعروفة بالقصيم وبريدة وحائل,

الكليجا العراقية لا تكون يابسة القوام وتكون محشوة بالتمر والجوز وهي تشبه المعمول الشامي وتقوم النساء بتجهيز الكليجا في نهاية شهر رمضان المبارك لتقديمها في عيد الفطر

هل الكليجا هي نفسها الفتيت؟

الفرق بين الكليجا والفتيت

الإجابة لا. الكليجا تتميز بأنها منتفخة وتحتوي على حشوة ولكن الفتيت مضغوط وليس منتفخ ولا يحتوي على حشوة.

الفتيت نوع من الأقراص المصنوعة من طحين البر وتكون مثل البسكوت وتقدم مع الشاي ويختلف عن الكليجا في أن توابله تضاف ضمن العجينة ويكون مضغوط ولا يحتوي على حشوة ويوضع على وجهه الدهن ويتم ختمه بنقوش مميزة مثل التي تختم بها الكليجة وتوضع بالتنور وهي تشبه الكليجا نوعاً ما في نقوشها

تسمية الكليجا والفتيت

  • أهل بريدة يسمون الأقراص المصنوعة من طحين البر المنتفخة بـ الكليجا
  • ويسمون الأقراص المصنوعة من طحين البر المضغوطة بـ الفتيت
  • ولكن أهل عنيزة وبعض مدن القصيم وحائل يعكسون هذه التسميات فيسمون الأقراص المضغوطة كليجا والأقراص المنتفخة فتيت
  • ولكن التسمية التي يسمونها أهل بريدة هي التي طغت وانتشرت بين الناس في يومنا هذا

مهرجان الكليجا السنوي

نظراً لطبيعة الكليجا التراثية التي تتطلب مهارات وأدوات خاصة ونار بطبيعة معينة لإعدادها فهناك القليل من النساء اللاتي اتقن صنعها، لذا فيعتمد إنتاج الكليجا على الأسر المنتجة التي تنتشر العديد منها في منطقة القصيم.

ولأن الكليجا تعتبر من الأكلات الشعبية المتميزة جداً، يتم إقامة مهرجان الكليجا السنوي في مدينة بريدة كحدث إقليمي يحضره عشاق الكليجا وصانعوها من جميع أنحاء المملكة ومن دول الخليج العربي والذي تنظمه الغرفة التجارية بالقصيم بمشاركة أمانة القصيم والهيئة العامة للسياحة بالقصيم. وقد بدأ تنظيم هذا المهرجان من سنة 2009 حتى يومنا هذا.

سعداء جداً بزيارتك 😊 لا تنسى مشاركة ما قرات ليستفيد غيرك ✨

زر الذهاب إلى الأعلى