ثقافة إسلامية

كيفية صلاة التراويح وعدد ركعاتها وسبب تسميتها

كيفية-صلاة-التراويح

ربما يتسائل البعض عن سبب تسمية صلاة التراويح بهذا الاسم بالإضافة الى جميع اجكامها وطريقة صلاة التراويح وفضلها والوقت المناسب لصلاة التراويح وكل شيء يتعلق بها

قائمة مواضيع المقالة فتح القائمة

ما هي صلاة التراويح؟

صلاة التراويح هو اسم صلاة قيام الليل التي يتم أداءها في شهر رمضان

ما معنى صلاة التراويح ولماذا سميت صلاة التراويح بهذا الاسم؟

كلمة (تراويح) هي جمع كلمة (ترويحة) وكلمة ترويحة معناها مرة واحدة من الراحة.

سميت صلاة التراويح بهذا الاسم لأن الناس كانوا يستريحون بين الركعات لأنهم كانوا يطيلون القيام والركوع والسجود ولذلك كانوا يرتاحون بعد أداء كل ركعتين أو أربع ركعات من صلاة القيام ثم يرجعوا إلى الصلاة مرة أخرى وهكذا.

قال المباركفوري: التراويح وقيام رمضان وصلاة الليل وصلاة التهجد في رمضان عبارة عن شيء واحد، واسم لصلاة واحدة، وليس التهجد في رمضان غير التراويح لأنه لم يثبت من رواية صحيحة ولا ضعيفة أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى في ليالي رمضان صلاتين إحداهما التراويح، والأخرى التهجد، فالتهجد في غير رمضان هو التراويح في رمضان. «مرعاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح» (4/ 311).

ما هو حكم صلاة التراويح؟

حكم صلاة التراويح هو: سنة مؤكدة

ما معنى سنة مؤكدة؟

السنة المؤكدة هي عبارة عن عمل كان يواظب عليه النبي صلى الله عليه وسلم ولم يتركه إلا مرة أو مرتين.

وهي أعمال ليست واجبة على الشخص القيام بها ولا يأثم إذا تركها ولكن يفضل القيام بها اقتداءاً بالنبي صلى الله عليه وسلم، ومعنى أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يواظب عليها، يدل على أهميتها وقيمتها العظيمة.

الأدلة:

قال أبو هريرة رضي الله عنه: ((كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يرغب في قيام رمضان من غير أن يأمرهم فيه بعزيمة، فيقول: من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ))

عن عائشة رضي الله عنها: ((أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى في المسجد ذات ليلة، فصلى بصلاته ناس، ثم صلى من القابلة، فكثر الناس ثم اجتمعوا من الليلة الثالثة، أو الرابعة، فلم يخرج إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما أصبح قال: قد رأيت الذي صنعتم، فلم يمنعني من الخروج إليكم إلا أني خشيت أن تفرض عليكم))، قال: وذلك في رمضان

ويدل هذا الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم ترك الاستمرار في المواظبة على أداء صلاة التراويح مع الناس لأنه خاف أن تفرض عليهم صلاة الليل فيكون من الصعب على الناس المواظبة عليها.

ما هو فضل صلاة التراويح؟ ما الأجر والثواب عند أداء صلاة التراويح؟

1- صلاة التراويح سبب لغفران ما تقدم من الذنوب (يعني الذنوب السابقة)

عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: ((كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يرغب في قيام رمضان من غير أن يأمرهم فيه بعزيمة، فيقول: من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ))

شرح الحديث: قول أبي هريرة: “من غير أن يأمر فيه بعزيمة” فيه التصريح بعدم وجوب القيام. قال الإمام النووي: معناه لا يأمرهم أمر إيجاب وتحتم بل أمر ندب وترغيب، ثم قال: اجتمعت الأمة على أن قيام رمضان ليس بواجب بل هو مندوب.

ومعنى قوله: “من قام رمضان” أي مصلياً، ويحصل هذا بمطلق ما يصدق عليه القيام وليس من شرطه استغراق جميع أوقات الليل، قال النووي: “إن قيام رمضان يحصل بصلاة التراويح “.

2- الذي يصلي التراويح إذا مات وهو مداوم عليها، كان من الصديقين والشهداء

عن عمرو بن مرة الجهني، قال: ((جاء رجل من قضاعة إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إني شهدت أن لا إله إلا الله، وأنك رسول الله، وصليت الصلوات الخمس، وصمت رمضان وقمته، وآتيت الزكاة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من مات على هذا كان من الصديقين والشهداء ))

3- من صلى القيام مع الإمام حتى ينصرف كتب له قيام ليلة كاملة

فعن أبي ذر رضي الله عنه، قال: ((قلت: يا رسول الله، لو نفلتنا قيام هذه الليلة )؟ فقال: إن الرجل إذا صلى مع الإمام حتى ينصرف، حسب له قيام ليلة ))

ما هو وقت صلاة التراويح؟ متى تبدأ صلاة التراويح؟

يبدأ وقت صلاة التراويح من بعد أداء صلاة العشاء وقبل صلاة الفجر

قال النووي رحمه الله في “المجموع” : يبدأ وقت صلاة التراويح بعد الانتهاء من صلاة العشاء, ذكره البغوي وغيره, ويبقى إلى طلوع الفجر

وقال ابن قدامة في “المغني”: قيل للإمام أحمد : تؤخر القيام يعني في التراويح إلى آخر الليل؟ قال : لا, سنة المسلمين أحب إلي

فإذا كان الرجل سيصلي في المسجد إماماً بالناس فالأولى أن يصليها بعد صلاة العشاء، ولا يؤخرها إلى نصف الليل أو آخره حتى لا يكون الأمر صعب على المصلين، فقد ينام بعضهم وتفوته الصلاة.

وعلى هذا جرى عمل المسلمين، أنهم يصلون التراويح بعد صلاة العشاء ولا يؤخرونها

أما من كان سيصليها في بيته فلديه الخيار فيمكنه أن يصليها في أول الليل أو آخره .

ما هو عدد ركعات صلاة التراويح؟

  • لا يوجد عدد محدد لركعات صلاة التراويح فالعدد مفتوح حسب استطاعة الفرد لأن صلاة التراويح تعتبر من صلاة قيام الليل ويمكن أن يصلي الشخص العدد الذي يريده حسب قدرته وحسب استطاعته.
  • وتكون صلاة التراويح على شكل ركعتين ثم يسلم الشخص منها ثم يصلي ركعتين ويسلم ثم يصلي ركعتين وهكذا يستمر في أداء ركعتين ركعتين حسب ما يستطيع.
  • ولم يحدد النبي عليه الصلاة والسلام لقيام الليل ركعات معينة، فمن السنة أن يُصلي الشخص مثنى مثنى (يعني ركعتين ركعتين) ، ويُسلم بعد انتهاء كل ركعتين.

الدليل:

ثبت في الصحيحين من حديث ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((صلاة الليل مثنى مثنى، فإذا خشي أحدُكم الصبحَ صلى ركعةً واحدةً تُوتر له ما قد صلى.))

فقوله صلى الله عليه وسلم: (صلاة الليل مثنى مثنى) معناها: صلوا ركعتين ركعتين يعني الشخص يصلي ركعتين ركعتين ويستمر في ذلك على قدر استطاعته وبعد ذلك يصلي ركعة واحدة مفردة وتسمى هذه الركعة الوتر.

ما هو عدد ركعات صلاة التراويح التي كان يقوم بها النبي صلى الله عليه وسلم؟

كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي احدى عشر ركعة في قيام رمضان وكان أيضا يصلي نفس عدد الركعات في أي وقت آخر غير رمضان.

توضيح:

كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي ثمان (8) ركعات من القيام بالإضافة إلى ثلاث (3) ركعات وترية (عبارة عن ركعتين ثم ركعة واحدة منفصلة أو يمكن جعل الثلاث ركعات متصلين مثل صلاة المغرب ولكن بدون قراءة اي تشهد في الركعة الثانية)، فيصبح الإجمالي (11) ركعة، مع العلم أن الثمان (8) ركعات غير متصلة ببعضها البعض يعني كان يصلي ركعتين ويسلم ثم ركعتين ويسلم .. وهكذا حتى يصلي (8) ركعات.

الدليل:

عن عائشة رضي الله عنها قالت: ((ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يزيد في رمضان ولا غيره على إحدى عشرة ركعة، يصلي أربعاً لا تسأل عن طولهن وحسنهن، ثم يصلي أربعاً فلا تسأل عن طولهن وحسنهن. ثم يصلي ثلاثاً))

وفي حديث آخر قالت عائشة رضي الله عنها: ((كان رسول الله ﷺ يصلي من الليل عشر ركعات، يسلم من كل اثنتين، ثم يوتر بواحدة))

وفي رواية عنها: «أنه كان يصلي ثلاثة عشرة» وجاء هذا .. عن ابن عباس وزيد بن خالد رضي الله عنه: أن النبي ﷺ كان يصلي من الليل ثلاث عشرة

وثبت أيضاً عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يصلي في بعض الليالي تسع ركعات، وفي بعضها سبع ركعات، وفي بعضها أقل من ذلك

وهذا يدل على أن التطوع في الليل ليس مقيد بعدد محدد، وأنه لا يوجد مشكلة على من صلى في رمضان أو في غيره إحدى عشرة ركعة، أو ثلاثة عشرة ركعة، أو عشرين ركعة، أو أكثر من ذلك، فالأمر واسع بحمد الله، ومتروك لاختيار المصلي وقدرته واستطاعته، وهذا هو معنى كلام شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله وغيره من أهل العلم والتحقيق.

هل زيادة عدد ركعات صلاة التراويح عن احدى عشر ركعة يعتبر خطأ؟

  • هناك أشخاص يقولون أنه لا يجوز الزيادة على إحدى عشرة ركعة أو على ثلاثة عشرة ركعة
  • ولكن زيادة ركعات التراويح أكثر من إحدى عشر ركعة ليس خطأ ولكن يجوز زيادة عدد ركعات التراويح كما يريد الشخص.
  • لأن الرسول صلى الله عليه وسلم لم ينه عن الزيادة، وربما ترك الفعل وهو يحب أن يفعله رفقا بالأمة حتى لا يشق عليها. ولم يقل صلاة الليل إحدى عشرة ركعة ولا ثلاثة عشرة ركعة، ولم يقل صلاة الليل في رمضان كذا وكذا، فدل ذلك على التوسعة في ذلك.

روى مالك عن يزيد بن رومان قال: كان الناس يقومون في زمن عمر بن الخطاب رضي الله عنه في رمضان بثلاث وعشرين ركعة. وعن علي رضي الله عنه : (أنه أمر رجلاً يصلي بهم في رمضان عشرين ركعة). وهذا كالإجماع.

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية -يرحمه الله-:

له أن يُصليها عشرين ركعة، كما هو المشهور في مذهب أحمد والشافعي، وله أن يُصليها ستاً وثلاثين ركعة، كما هو مذهب مالك، وله أن يُصلي إحدى عشرة، وثلاث عشرة، وكله حسن، فيكون تكثير الركعات أو تقليلها بحسب طول القيام وقصره،

وقال: الأفضل يختلف باختلاف المصلين، فإن كان فيهم احتمال بعشر ركعات، وثلاث بعدها، كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي لنفسه في رمضان وغيره فهو الأفضل،

وإن كانوا لا يحتملونه فالقيام بعشرين هو الأفضل، وهو الذي يعمل به أكثر المسلمين، فإنه وسط بين العشر والأربعين، وإن قام بأربعين أو غيرها جاز، ولا يكره شيء من ذلك، ومن ظن أن قيام رمضان فيه عدد مؤقَّت لا يزاد فيه ولا ينقص منه، فقد أخطأ.. إلخ.، والله أعلم

ما هي كيفية صلاة التراويح؟ (كيفية صلاة التراويح بالتفصيل)

  • صلاة التراويح طريقتها سهلة وبسيطة جداً 
  • هي عبارة عن أداء عدد من الركعات بعد الانتهاء من صلاة العشاء.
  • وتتميز صلاة التراويح عن الصلاة العادية أن الشخص يطيل فيها لكي يتأمل ويتفكر في آيات القرآن ولكي يخشع ويطمئن في أداء الركوع والسجود.
  • فينبغي أن يعتني المصلي بترتيل قراءة القرآن الكريم والخشوع في القراءة، والخشوع في الركوع والسجود، ولا يجب التعجل والسرعة في الصلاة لأن هذا يعتبر من الأمور التي نهى عنها النبي صلى الله عليه وسلم عند أداء أي صلاة.

وقد رأى النبي صلى الله عليه وسلم شخصا يصلي ولم يطمئن في صلاته فأمره النبي أن يعيد الصلاة ثلاث مرات، وهذا يدل على أن الطمأنينة أمر يجب أن يقوم به المصلي لكي تكون صلاته صحيحه، للاطلاع على حديث الرجل الذي أمره النبي صلى الله عليه وسلم أن يعيد صلاته اضغط هنا

وأيضاً عدم الطمأنينة في الصلاة يعتبر سرقة للصلاة، حيث قال النبي عليه الصلاة والسلام: ((أسوأ الناس سرقة الذي يسرق صلاته قيل: يا رسول الله كيف يسرق صلاته؟ قال: لا يتم ركوعها ولا سجودها.))

الاشياء التي تختلف فيها صلاة التراويح عن الصلاة العادية:

  1. أن الشخص يطيل القيام فيها عن طريق قراءة عدد آيات من القرآن أكثر من عدد الآيات التي يقرأها في الصلاة العادية
  2. أن الشخص يطيل الركوع فيأخذ وقته في الركوع ويطمأن فيه ويذكر الله مدة أكبر فبعد أن يقول (سبحان ربي العظيم) ثلاث مرات يمكن أن يقول: (سبوح قدوس رب الملائكة والروح) ويكررها كما يشاء بدون عدد محدد

    عن عائشة رضي الله عنها، ((أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، كان يقول في ركوعه وسجوده: سبوح قدوس، رب الملائكة والروح)) (رواه مسلم).
    معنى سبوح: يعني المبرأ من النقائص والشريك، وكل ما لا يليق بالألوهية، وقيل: السبوح يدل على تنزيه الذات
    معنى قدوس: يعني المطهر من كل ما لا يليق بالخالق، وقيل القدوس على تنزيه الصفات.
    معنى الروح الأمين وروح القدس: جبريل عليه السلام، والروح: ما به حياة الأنفس. وقال الإمام النووي في شرح صحيح مسلم: ” قيل: الروح ملك عظيم، وقيل: يحتمل أن يكون جبريل عليه السلام، وقيل خلق لا تراهم الملائكة كما لا نرى نحن الملائكة. والله سبحانه وتعالى أعلم”). وللاطلاع على مزيد من ادعية وتسبيحات الركوع التي كان يقولها النبي صلى الله عليه وسلم اضغط هنا

  3. وأن الشخص يطيل السجود فبعد أن يقول (سبحان ربي الأعلى) ثلاث مرات يمكن أن يدعو الله كما يشاء ويطلب من الله سبحانه وتعالى ما يريد من الأشياء ويسبح الله عدد مرات كثيرة ويثني على الله ويمجد الله سبحانه وتعالى ولا ننسى أن أقرب ما يكون العبد لربه وهو ساجد كما ذكر الحديث: عن أبي هريرة أن رسول الله ﷺ قال: ((أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد، فأكثروا الدعاء)) رواه مسلم.

ما هو دعاء صلاة التراويح؟

ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم بعد صلاة التراويح قول: (سبحان الملك القدوس ثلاث مرات، ويرفع صوته في الثالثة.)

فعن أبي بن كعب رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في الوتر سبح اسم ربك الأعلى وقل يا أيها الكافرون وقل هو الله أحد فإذا سلم قال: سبحان الملك القدوس، سبحان الملك القدوس، سبحان الملك القدوس، ورفع بها صوته. [صحيح النسائي/الألباني (1653)].

ماذا يقرأ في صلاة التراويح؟

  • لا يوجد سور معينة مخصصة لصلاة التراويح فيمكن للشخص أن يختار ما يشاء من سور القرآن الكريم أثناء صلاة التراويح
  • ولا يوجد مقدار محدد او عدد معين من الآيات يجب قراءته، فعدد الآيات يعتمد على قدرة كل شخص واستطاعته.
  • ويستحب قراءة القرآن الكريم كاملاً خلال صلاة التراويح طوال أيام شهر رمضان، لأن شهر رمضان هو الشهر الذي نزل فيه القرآن ولأن جبريل كان يدارس النبي صلى الله عليه وسلم القرآن في رمضان.

هل يمكن الجهر بقراءة القرآن في التراويح؟

يمكن قراءة القرآن الكريم أثناء صلاة التراويح بصوت عال في أحيان أو بصوت منخفض في أحيان أخرى كما كان يفعل النبي صلى الله عليه وسلم

فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسر بالقرآن في صلاة الليل مرة، ويجهر في مرة أخرى، ويطيل القيام مرة، ويخففه في مرة، ويوتر آخر الليل (وهو الأكثر) وأوله مرة ووسطه مرة.

كان الرسول صلى الله عليه وسلم يأخذ بالأيسر ويترك التكلف، فالمسلم يأخذ بما يتيسر له ولا يفوت فضل قيام رمضان بسبب عدم القدرة على الإطالة في القراءة والترتيل، فمن يرد القيام ويطيل فليفعل، ومن يرد أن يخفف فليفعل، فالأمر فيه سعة، ويأخذ كل واحد ما يستطيعه ويداوم عليه. وكان هدي النبي يتسع لجميع ذلك.

هل يجب الإطالة في صلاة التراويح؟

  • الإعتدال في كل شيء هو الأفضل والإطالة في صلاة التراويح ليست شرط من شروطها ولكن الهدف من الإطالة هو زيادة التفكر والتأمل في الآيات والطمئنينة والتركيز والخشوع
  • ويجب قراءة القرآن بتأن وطمئنينة وهدوء وأداء الصلاة بهدوء حتى يحدث خشوع
  • وتعتبر الإطالة في صلاة التراويح سنة عن النبي صلى الله عليه وسلم
  • ولكن إذا لم يستطيع الشخص الإطالة في الصلاة فصلاته صحيحة وهذا الأمر متروك حسب مقدرة كل شخص وحسب استطاعته ولكن يفضل تمييز صلاة التراويح عن الصلاة العادية بزيادة الخشوع والتفكر في الآيات لأن الهدف منها هو زيادة التقرب إلى الله سبحانه وتعالى.
  • وإذا كان الشخص يصلي في جماعة فالواجب على الإمام في صلاة التراويح مراعاة المصليين خلفه وأن يرفق بهم، فإذا كانت الإطالة تتعبهم ولا يستطيعون تحملها يتركها لمراعاة ترغيبهم في الصلاة.
  • فعندما يصلي الإمام بالناس صلاة خفيفة وتامة حتى يخشعون ويطمئنون أفضل من صلاة طويلة لا يشعرون فيها بالخشوع ويشعرون بالملل وهذا أمر لا يجب أن يحدث حتى لا ينفر الناس من صلاة التراويح في جماعة.

الدليل على أهمية مراعاة ظروف المصليين:

حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا صلى أحدكم للناس فليخفف، فإن فيهم الضعيف والسقيم والكبير، فإذا صلى لنفسه فليطول ما شاء))

وقال أنس رضي الله عنه: ((ما صليت خلف إمام قط أخف صلاة ولا أتم صلاة من النبي صلى الله عليه وسلم)).

وعن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إني لأدخل في الصلاة وأنا أريد إطالتها، فأسمع بكاء الصبي فأتجوز في صلاتي؛ مما أعلم من شدة وجد أمه من بكائه)) (متفق عليهم).

وروى البخاري ومسلم عن أبي مسعود الأنصاري قال: قال رجل يا رسول، الله إني لأتأخر عن الصلاة في الفجر مما يطيل بنا فلان فيها، فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم ما رأيته غضب في موضع كان أشد غضبًا منه يومئذ، ثم قال: “يا أيها الناس، إن منكم منفرين؛ فمن أم الناس فليتجوز، فإن خلفه الضعيف والكبير وذا الحاجة”.

وروى الإمام أحمد وأبو داود عن عثمان بن أبي العاص قال: يا رسول الله، اجعلني إمام قومي، قال: “أنت إمامهم، واقتدِ بأضعفهم، واتخذ مؤذنًا لا يأخذ على آذانه أجرًا”.

وعندما سئل الشيخ ابن باز رحمه الله: هل ينبغي للإمام مراعاة حال الضعفاء من كبار السن ونحوهم في صلاة التراويح؟

أجاب: “هذا أمر مطلوب في جميع الصلوات، في التراويح وفي الفرائض؛

لقوله صلى الله عليه وسلم: ((أيكم أم الناس فليخفف، فإن فيهم الضعيف والصغير وذا الحاجة)) (رواه البخاري ومسلم)؛

فالإمام يراعي المأمومين ويرفق بهم في قيام رمضان، وفي العشر الأخيرة، وليس الناس سواء، فالناس يختلفون؛ فينبغي له أن يراعي أحوالهم، ويشجعهم على المجيء، وعلى الحضور؛ فإنه متى أطال عليهم، شق عليهم، ونفرهم من الحضور؛ فينبغي له أن يراعيَ ما يشجعهم على الحضور، ويرغبهم في الصلاة، ولو بالاختصار وعدم التطويل،

فصلاة يخشع فيها الناس ويطمئنون فيها -ولو قليلًا- خير من صلاة يحصل فيها عدم الخشوع، ويحصل فيها الملل والكسل”. اهـ. من مجموع فتاوى ابن باز.

هل يجوز الإسراع في صلاة التراويح؟

لا يجب الاسراع في صلاة التراويح لأن الإسراع في الصلاة يمنع من الطمأنينة والخشوع اللذان من أهم أركان الصلاة.

قال الشيخ العثيمين: “يجب على الأئمة الذين يصلون بالناس صلاة التراويح أن يتقوا الله فيمن جعلهم الله هم أئمة لهم، فيصلوا التراويح بطمأنينة وتأنٍّ؛ حتى يتمكن من خلفهم من فعل الواجبات والمستحبات بقدر الإمكان،

أما ما يفعل كثير من الناس اليوم في صلاة التراويح، تجد الواحدَ منهم يسرع فيها إسراعاً مخلاًّ بالطمأنينة، والطمأنينة ركن من أركان الصلاة، لا تصح إلا بها؛ فإن هذا محرم عليهم؛

أولاً: لأنهم يتركون الطمأنينة، وثانياً: لأنهم ولو قدر أنهم لا يتركون الطمأنينة، فإنهم يكونون سبباً لإتعاب من وراءهم، وعدم قيامهم بالواجب، ولهذا؛ الإنسان الذي يصلي بالناس، ليس كالإنسان الذي يصلي لنفسه، فيجب عليه مراعاة الناس بحيث يؤدي الأمانة فيهم، ويقوم بالصلاة على الوجه المطلوب،

وقد ذكر العلماء -رحمهم الله أنه يكره للإمام أن يسرع سرعة تمنع المأموم من فعل ما يسن، فكيف إذا أسرع سرعة تمنع المأموم من فعل ما يجب؟!”. اهـ. من مجموع فتاوى ورسائل ابن عثيمين.

ما هو الأفضل؟ صلاة التراويح في البيت أم في جماعة؟

قال الشافعي وجمهور أصحابه وأبو حنيفة وأحمد وبعض المالكية وغيرهم : الأفضل صلاتها جماعة كما فعله عمر بن الخطاب والصحابة رضي الله عنهم ، واستمر عمل المسلمين عليه”.

كان الناس في عهد النبي صلى الله عليه وسلم يصلون التراويح منفردين، فهناك من يصلي بمفرده وهناك من يصلي ومعه رجلان أو ثلاثة، فجمعهم عمر رضي الله عنه وأرضاه على إمام واحد، وهو أبي بن كعب رضي الله عنه.

ويعتبر جمع الناس على إمام واحد في رمضان سنة فعلها النبي صلى الله عليه وسلم عدة ليالي، ولكن لم يستمر وترك ذلك خوفاً منه أن تفرض صلاة قيام الليل على الناس فلا يطيقونها، ولما توفي النبي صلى الله عليه وسلم انقطع الوحي وبالتالي لن يتم فرض أي شيء بعد ذلك ولهذا السبب قام عمر بن الخطاب بجمع الناس لأداء صلاة التراويح تحت إمام واحد لكي يؤدوا الصلاة في جماعة.

وروى الترمذي (806) عن أبي ذر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((من قام مع الإمام حتى ينصرف كتب له قيام ليلة)) وصححه الألباني في صحيح الترمذي .

وهذا يدل على فضل أداء صلاة التراويح مع الإمام.

وجاء في مسائل أبي داود: سمعت أحمد بن حنبل قيل له: يعجبك أن يصلي الرجل مع الناس في رمضان أو وحده؟ قال: يصلي مع الناس وسمعته أيضا يقول: يعجبني أن يصلي مع الإمام ويوتر معه، قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((إن الرجل إذا قام مع الإمام حتى ينصرف كتب الله له بقية ليلته)) [مسائل أبي داود: ص62].

القراءة من المصحف أثناء صلاة التراويح

هل يمكن للإمام والمأموم قراءة القرآن من المصحف أثناء صلاة التراويح؟

بالنسبة لحمل الإمام مصحف في الصلاة:

لا يوجد مشكلة إذا قرأ الإمام من المصحف أثناء صلاة الجماعة

ثبت عن عائشة رضي الله عنها أنها أمرت مولاها ذكوان أن يؤمها في قيام رمضان، وكان يقرأ من المصحف، ذكره البخاري رحمه الله في صحيحه معلقاً مجزوماً به.
مولاها: يعني خادمها

وقال سحنون: وقال مالك : لا بأس بأن يؤم الإمام بالناس في المصحف في رمضان وفي النافلة. قال ابن القاسم : وكره ذلك في الفريضة . “المدونة” (1/224) .

بالنسبة لحمل المأموم مصحف في الصلاة:

وبالنسبة للمأموم لا ينبغي أن يحمل المصحف في صلاة التراويح لأنه يجب أن يركز ويتأمل ويتدبر في الأيات التي يقرأها الإمام كما أمرنا الله سبحانه وتعالى في قوله تعالى: (وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا لعلكم ترحمون) وليس المطلوب من المأموم تتبع مكان الآية في المصحف مع الإمام وإنما التركيز فيما يقوله

قال الشيخ ابن باز:
لا أعلم لهذا أصلا، والأظهر أن يخشع ويطمئن ولا يأخذ مصحفا، بل يضع يمينه على شماله كما هي السنة، ويضع يده اليمنى على كفه اليسرى الرسغ والساعد ويضعهما على صدره، هذا هو الأرجح والأفضل، وأخذ المصحف يشغله عن هذه السنن، ثم قد يشغل قلبه وبصره في مراجعة الصفحات والآيات وعن سماع الإمام، فالذي أرى أن ترك ذلك هو السنة، وأن يستمع وينصت ولا يستعمل المصحف

وماذا عن صلاة التراويح في البيت بالمصحف؟ (للشخص الذي يصلي بمفرده)

يمكن أن يصلي الشخص صلاة التراويح في البيت من المصحف فلا يوجد أي مشكلة في هذا الأمر.

قال الشيخ ابن باز رحمه الله :
” إذا دعت الحاجة أن يقرأ من المصحف ؛ لكونه إماما، أو المرأة وهي تتهجد بالليل، أو الرجل وهو لا يحفظ : فلا حرج في ذلك ” انتهى من ” فتاوى نور على الدرب ” (8/246) .

قال ابن وهب: قال ابن شهاب : كان خيارنا يقرءون في المصاحف في رمضان . “المدونة” (1/224) .

وقال النووي: “لو قرأ القرآن من المصحف لم تبطل صلاته سواء كان يحفظه أم لا ، بل يجب عليه ذلك إذا لم يحفظ الفاتحة, ولو قلَّب أوراقه أحيانا في صلاته لم تبطل …… هذا مذهبنا ومذهب مالك وأبي يوسف ومحمد وأحمد ” انتهى من “المجموع” (4/27) بتصرف.

وأما الذين يعترضون ويقولون بأن حمل المصحف وتقليب أوراقه في الصلاة يعتبر حركة كثيرة فهو اعتراض غير صحيح، لأنه ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى بالناس وهو حامل أمامة بنت ابنته. رواه البخاري (494) ومسلم (543) ، فحمل المصحف في الصلاة ليس أعظم من حمل طفلة في الصلاة.

 

 

المصادر:

سعداء جداً بزيارتك 😊 لا تنسى مشاركة ما قرات ليستفيد غيرك ✨

زر الذهاب إلى الأعلى